كلمات حول برنامج "كتاب أعجبني"
رسالة
عزيزي القارئ، حين يأتيك شخصٌ ما كل يوم وينصحك بكتابٍ مفيدٍ أو جميل لتقرأه، فتلك نعمة تستحق الشكر، صدّقني!
إنّ النصيحة الجاهزة التي نقدّمها دومًا للطلاب
والناشئة حينما يريدون تطويرعقولهم هي أن نوصيهم بالقراءة، ولكننا لا نعي أنّ هذه
النصيحة قد أصبحت مُستهلكة جدًا ولا تحوي قيمة كبيرة من حيث التوجيه الحقيقي؛
فالجميع يحفظ الآن بيت المتنبي الشهير وشعارات "أمة إقرأ" وما إلى ذلك،
في حين ما يحتاجون إليه حقًا هو النصح بكيفية القراءة، واختيار الكتب. عندما سُئل الفيلسوف
العظيم (أرسطو) كيف يحكم على إنسانٍ ما، قال بأنه يسأله "كم كتابا يقرأ وماذا
يقرأ"، إلا أن أرسطو لم يخبرنا كيف نختار الكتب، وقد أصبح جليًا الآن أن
الشقّ الأول من الجواب غير مفيد، فالعبرة بكيفية القراءة لا بكثرتها. وفي هذا
الزمان مع وجود بلايين الكتب في كل علم وفن، وحين أصبح كل من يدفع بعض مئات
الريالات قادرًا على نشر كتاب، يزداد اختيار القراءات صعوبة؛ فليس لدى الجميع
مهارة انتقاء الكتب، وحتى أولئك القارئين المهرة تصيبهم في بعض الأحيان حيرة تحتاج
إلى نصيحةٍ وتشجيع. وهنا تظهر قيمة برنامج مثل "كتاب أعجبني" الذي يعدّه
ويقدّمه يوميًا (سليمان المعمري) في إذاعة سلطنة عمان. في هذا المقال سنتعرض إلى
أهمّ ملامح هذه التجربة، ثم سنقترح بعض الأفكار التي قد يستفيد منها البرنامج
مستقبلا.
إن الملمح الأول الذي تتصف به سياسةُ هذا البرنامج مأخوذ من اسم البرنامج نفسه؛ فالكتب التي سيتم الحديث عنها ليست كتبًا أعجبت (سليمان المعمري) أو المخرج (حمد الحبسي)، بل الضيوف أنفسهم. هناك عددٌ من البرامج العربية والعالمية التي تحتفي بالكتب والقراءة، وهي برامج ثرية مفيدة، إلا أنّ ما يميّز برنامج "كتاب أعجبني" هو ترك حرية اختيار الكتاب للضيف، ففي النوع الأول تتحكم ذائقة المعدّ واطّلاعه في عناوين الكتب التي يتم تناولها، في حين يأتي ضيوف (سليمان المعمري) بقراءاتهم المختلفة، متحمسين للحديث عن كتابٍ قرؤوه ويودّون-هم- الحديث عنه. ولذلك فإن المستمعَ ليس وحده المتلقي والمستفيد، بل كذلك مقدّم البرنامج الذي ربما يتعرف إلى كتابٍ جديدٍ لا يعرفه أو لم يقرأه، كما أنه قد يجد نفسه يتحاور حول كتاب لم يعجبه أساسًا، ولكنه ربما يعجب المستمعين.
و أما الملمح الثاني الذي نودّ التركيز عليه فهو الجهد والإتقان البارزان في حوارات (سليمان المعمري). ذات مرة في لقاءٍ تلفزيوني مع الإعلامي المعروف (أحمد منصور) سُئل عن سبب براعته في إجراء الحوارات، فقال "بزاكر كويّس". وعندما تستمع إلى حلقةٍ من حلقات "كتاب أعجبني" تدرك أنّ (المعمري) قد "ذاكرَ جيدًا" هو الآخر، فهو لا يكتفي باستضافة قارئ ما والاستماع إلى استعراضه للكتاب، بل يقرأ ويبحث فيما يتعلق بالكتاب ومؤلفه، وقد يتفاجأ الضيف بأنّ (المعمري) يعرف معلوماتٍ لا يعرفها هو. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذا الأمر يشكّل تحديًا كبيرًا على الإعلاميّ في أن يتحكّم في نفسه ويقاوم الإغراء الطاغي في فتل العضلات وإقحام المعلومات. والحق يُقال أنّ (المعمري) نجح في هذا التحدي إلى حدٍ كبير، ومع أنه يستطيع أن يطرح المزيد من الأسئلة ويناقش ويردّ، إلا أنه يعي تمامًا أنّ وقت البرنامج لا يسمح بذلك. وما دمنا بصدد الحديث عن الإعلاميين، نودّ الإشارة إلى أنّهم عادة ما يصنعون لأنفسهم "ماركة مسجلة"، أي حركة جسدية أو طريقة جلوس أو جملة يشتهرون بها، وقد استطاع (سليمان المعمري) أن يدغدغ المستمعين كل يوم بجملته الجميلة "أعزاءنا..أهلا بكم" فأصبحت فاتحة جميلة لحواراته يشعر معها المستمع بنوعٍ من الألفة.
من جانبٍ آخر، عندما نقول بأن البرنامج هو "كتاب أعجبني" وليس "كتاب أعجبهم" فذلك يعني أنه لا داعي ولا معنى أن ينحصر البرنامج في دائرةٍ معينة من "المعجبين بالكتب". بيد أنّ المتابع للبرنامج من حلقاته الأولى وحتى الآن (الحلقة 107) يكتشف أن الضيوف ينحصرون في دائرة نخبوية نوعًا ما (كتّاب/أدباء/باحثين/أكاديميين/إعلاميين) مع استثناءات قليلة جدًا. قد يكون السبب الأول في ذلك هو أنّ معدّ البرنامج سيعتمد بطبيعة الحال وبالدرجة الأولى على علاقاته ومعارفه، وبما أنّ (سليمان المعمري) واحدٌ من الأدباء فليس غريبًا أن تتركز علاقاته بأوساط النخبة الثقافية. وقد يكون السبب أيضًا في أنّ هؤلاء هم من يتحدثون عادة عن قراءاتهم في الصحف والمجلات، ومن المنطقي جدًا أن يتواصل معهم (المعمري) للحديث عن قراءاتهم. ما يهمنا هنا هو سبب ثالث ضمني ربما يعمل في اللاوعي الجمعي، متمثلا في الصورة النمطية الشائعة التي تحصر القراءة وعشق الكتب في الكتّاب والأدباء والباحثين، وكأنّ السياسيين و الأطباء والمحاسبين والرياضيين والفنانين وغيرهم لا يقرؤون، أو على الأقل ليسوا "قراء نوعيين" بحسب تعبير مخرج البرنامج. لستُ بصدد التهكم أو الشكوى هنا، ولكن كم سيكون الأمر مختلفًا لو استضاف (المعمري) ربة منزل، أو لاعب كرة، أو وزيرًا من الوزراء للحديث عن كتاب أعجبهم! أعتقد أننا بحاجةٍ إلى الخروج بالقراءة من محيط الكتّاب والأدباء، لنؤكد على أنها ليست حكرًا لفئةٍ ما، بل ممارسة شعبية غير نخبوية، وكي نفعل ذلك علينا تقديم أسماء مختلفة من كافة القطاعات، لسحب القراءة من احتكار النخبة لها، ولاجتذاب المستمعين إلى شخصيات يعرفونها أو يحبونها، بدلا من التركيز على مجموعةٍ معينة يجب أن نعترف بأنها لا تصل إلى غالبية الناس. ألم تكن استضافة طالبة جامعية (في الحلقة 56) و تلميذة في الإعدادية (الحلقة 69) تجربة لافتة للانتباه، لقيت صدى واسعًا؟
وأما الملاحظة الأخيرة في هذا المقام فتتعلق بالصورة المثالية التي تُقدَّم للقارئ عن الكتب المستعرضة في البرنامج. لا شكّ في أنّ ضيوف البرنامج معجبون بتلك الكتب ويعتقدون أنها تستحق القراءة وأنهم يفعلون خيرًا إذ ينصحون بها، ولكنّ ذلك لا يعني بالضرورة أنهم معجبون بكل شيء فيها، أو أنهم يتفقون مع كل ما جاء فيها. أعتقد أنه من المهم تخصيص دقيقتين مثلا في نهاية الحلقة لانتقاد الكتاب أو تبيان الأمور التي "لم تعجبني فيه"؛ وذلك كي لا يعزّز البرنامج بشكلٍ غير مباشر الوهم الشائع بقدسية الكتب، فالأجيال الناشئة تكاد تصدق كل ما تقرأ، أو تعتقد بأنه لا يحق لها أن تشكك في كلام مطبوع أو في رأي كاتب ما. راقني كثيرًا في الحلقتين (106 و 107) أن طلب (المعمري) من ضيفيه (د. إحسان صادق و عبدالله النهدي) سرد انتقاداتهما لكتابَي "الصور الاستعارية في الشعر العربي الحديث" و "زنجبار: شخصيات وأحداث"، ولم يقلل ذلك من قيمة الكتابين أو إعجاب الضيفين بهما، بل أضفى توازنًا وموضوعية كنتُ أتمنى أن تشمل كل الحلقات.
ختامًا لا بد من توجيه الشكر والتحية إلى (سليمان المعمري) على هذا البرنامج الفريد الرائع، متمنيًا له النجاح في الاستمرار فيه لسنواتٍ قادمة، لا لأشهر فقط. ولعلّي لا أبالغ إن قلتُ بأن البرنامج على بساطته واحدٌ من أفضل البرامج القرائية الموجودة على الساحة. ونقدّم هنا أربعة اقتراحات قد يجد القائمون على البرنامج فائدةً في تنفيذها بغية التطوير:
1- إنّ أهمّ أهداف البرنامج هو حثّ المستمع على قراءة الكتاب، إلا أنّ المستمع قد لا يعرف أين يجده، خاصة مع تواضع مستوى المكتبات العامة والشرائية في السلطنة. أعتقد أنه من المفيد أن يذكر الضيف أو مقدّم البرنامج المكتبات التي يُمكن الحصول على الكتاب منها (وأرجو أن تتغاضى هيئة الإذاعة والتلفزيون عن اعتبار ذلك دعاية للمكتبة). هذا وهناك فكرةٌ أخرى يمكن اقتباسها من جريدة " لندن لاستعراض الكتبLondon Review of Books" والتي فتحت مكتبة شرائية تبيع الكتب التي يتم استعراضها في الجريدة، حيث يُمكن وضع الكتب التي تُستعرض في هذا البرنامج أو بعضها لدى جهةٍ ثقافيةٍ ما، كالنادي الثقافي مثلا.
2- من الأهداف التي يجدر التفكير بها تعريف المستمعين بالكتب العمانية، وقد استعرض البرنامج حتى الآن حوالي 18 كتابًا عمانيًا أو عن عُمان. ماذا لو تم تخصيص يومٍ محدد في الأسبوع للكتب العمانية، بحيث يعرف المستمعون أنهم كل خميس (مثلا) على موعدٍ مع كتابٍ عماني؟ بالطبع سيعتمد الأمر على توفّر ضيوفٍ يتحدثون عن كتبٍ عمانية أعجبتهم!
3- لهذا البرنامج وغيره أيضًا قيمة ثقافية حقيقية، وأتصوّر أنّ على هيئة الإذاعة والتلفزيون التفكير جديًا في إنتاج هذه البرامج في أقراصٍ مدمجة لبيعها أو توزيعها.
4- يغيب عن البرنامج حاليًا عامل التفاعل مع الجمهور، وربما يُمكن تجاوز ذلك بتخصيص مساحةٍ على الإنترنت (كالفيس بوك، أو مدوّنة مثلا) يستطيع الجمهور من خلالها التعليق على الحلقات وإبداء الآراء في الكتب التي تعرفوا عليها من خلال البرنامج، أو حتى اقتراح كتبٍ ذات علاقة.
إن الملمح الأول الذي تتصف به سياسةُ هذا البرنامج مأخوذ من اسم البرنامج نفسه؛ فالكتب التي سيتم الحديث عنها ليست كتبًا أعجبت (سليمان المعمري) أو المخرج (حمد الحبسي)، بل الضيوف أنفسهم. هناك عددٌ من البرامج العربية والعالمية التي تحتفي بالكتب والقراءة، وهي برامج ثرية مفيدة، إلا أنّ ما يميّز برنامج "كتاب أعجبني" هو ترك حرية اختيار الكتاب للضيف، ففي النوع الأول تتحكم ذائقة المعدّ واطّلاعه في عناوين الكتب التي يتم تناولها، في حين يأتي ضيوف (سليمان المعمري) بقراءاتهم المختلفة، متحمسين للحديث عن كتابٍ قرؤوه ويودّون-هم- الحديث عنه. ولذلك فإن المستمعَ ليس وحده المتلقي والمستفيد، بل كذلك مقدّم البرنامج الذي ربما يتعرف إلى كتابٍ جديدٍ لا يعرفه أو لم يقرأه، كما أنه قد يجد نفسه يتحاور حول كتاب لم يعجبه أساسًا، ولكنه ربما يعجب المستمعين.
و أما الملمح الثاني الذي نودّ التركيز عليه فهو الجهد والإتقان البارزان في حوارات (سليمان المعمري). ذات مرة في لقاءٍ تلفزيوني مع الإعلامي المعروف (أحمد منصور) سُئل عن سبب براعته في إجراء الحوارات، فقال "بزاكر كويّس". وعندما تستمع إلى حلقةٍ من حلقات "كتاب أعجبني" تدرك أنّ (المعمري) قد "ذاكرَ جيدًا" هو الآخر، فهو لا يكتفي باستضافة قارئ ما والاستماع إلى استعراضه للكتاب، بل يقرأ ويبحث فيما يتعلق بالكتاب ومؤلفه، وقد يتفاجأ الضيف بأنّ (المعمري) يعرف معلوماتٍ لا يعرفها هو. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذا الأمر يشكّل تحديًا كبيرًا على الإعلاميّ في أن يتحكّم في نفسه ويقاوم الإغراء الطاغي في فتل العضلات وإقحام المعلومات. والحق يُقال أنّ (المعمري) نجح في هذا التحدي إلى حدٍ كبير، ومع أنه يستطيع أن يطرح المزيد من الأسئلة ويناقش ويردّ، إلا أنه يعي تمامًا أنّ وقت البرنامج لا يسمح بذلك. وما دمنا بصدد الحديث عن الإعلاميين، نودّ الإشارة إلى أنّهم عادة ما يصنعون لأنفسهم "ماركة مسجلة"، أي حركة جسدية أو طريقة جلوس أو جملة يشتهرون بها، وقد استطاع (سليمان المعمري) أن يدغدغ المستمعين كل يوم بجملته الجميلة "أعزاءنا..أهلا بكم" فأصبحت فاتحة جميلة لحواراته يشعر معها المستمع بنوعٍ من الألفة.
من جانبٍ آخر، عندما نقول بأن البرنامج هو "كتاب أعجبني" وليس "كتاب أعجبهم" فذلك يعني أنه لا داعي ولا معنى أن ينحصر البرنامج في دائرةٍ معينة من "المعجبين بالكتب". بيد أنّ المتابع للبرنامج من حلقاته الأولى وحتى الآن (الحلقة 107) يكتشف أن الضيوف ينحصرون في دائرة نخبوية نوعًا ما (كتّاب/أدباء/باحثين/أكاديميين/إعلاميين) مع استثناءات قليلة جدًا. قد يكون السبب الأول في ذلك هو أنّ معدّ البرنامج سيعتمد بطبيعة الحال وبالدرجة الأولى على علاقاته ومعارفه، وبما أنّ (سليمان المعمري) واحدٌ من الأدباء فليس غريبًا أن تتركز علاقاته بأوساط النخبة الثقافية. وقد يكون السبب أيضًا في أنّ هؤلاء هم من يتحدثون عادة عن قراءاتهم في الصحف والمجلات، ومن المنطقي جدًا أن يتواصل معهم (المعمري) للحديث عن قراءاتهم. ما يهمنا هنا هو سبب ثالث ضمني ربما يعمل في اللاوعي الجمعي، متمثلا في الصورة النمطية الشائعة التي تحصر القراءة وعشق الكتب في الكتّاب والأدباء والباحثين، وكأنّ السياسيين و الأطباء والمحاسبين والرياضيين والفنانين وغيرهم لا يقرؤون، أو على الأقل ليسوا "قراء نوعيين" بحسب تعبير مخرج البرنامج. لستُ بصدد التهكم أو الشكوى هنا، ولكن كم سيكون الأمر مختلفًا لو استضاف (المعمري) ربة منزل، أو لاعب كرة، أو وزيرًا من الوزراء للحديث عن كتاب أعجبهم! أعتقد أننا بحاجةٍ إلى الخروج بالقراءة من محيط الكتّاب والأدباء، لنؤكد على أنها ليست حكرًا لفئةٍ ما، بل ممارسة شعبية غير نخبوية، وكي نفعل ذلك علينا تقديم أسماء مختلفة من كافة القطاعات، لسحب القراءة من احتكار النخبة لها، ولاجتذاب المستمعين إلى شخصيات يعرفونها أو يحبونها، بدلا من التركيز على مجموعةٍ معينة يجب أن نعترف بأنها لا تصل إلى غالبية الناس. ألم تكن استضافة طالبة جامعية (في الحلقة 56) و تلميذة في الإعدادية (الحلقة 69) تجربة لافتة للانتباه، لقيت صدى واسعًا؟
وأما الملاحظة الأخيرة في هذا المقام فتتعلق بالصورة المثالية التي تُقدَّم للقارئ عن الكتب المستعرضة في البرنامج. لا شكّ في أنّ ضيوف البرنامج معجبون بتلك الكتب ويعتقدون أنها تستحق القراءة وأنهم يفعلون خيرًا إذ ينصحون بها، ولكنّ ذلك لا يعني بالضرورة أنهم معجبون بكل شيء فيها، أو أنهم يتفقون مع كل ما جاء فيها. أعتقد أنه من المهم تخصيص دقيقتين مثلا في نهاية الحلقة لانتقاد الكتاب أو تبيان الأمور التي "لم تعجبني فيه"؛ وذلك كي لا يعزّز البرنامج بشكلٍ غير مباشر الوهم الشائع بقدسية الكتب، فالأجيال الناشئة تكاد تصدق كل ما تقرأ، أو تعتقد بأنه لا يحق لها أن تشكك في كلام مطبوع أو في رأي كاتب ما. راقني كثيرًا في الحلقتين (106 و 107) أن طلب (المعمري) من ضيفيه (د. إحسان صادق و عبدالله النهدي) سرد انتقاداتهما لكتابَي "الصور الاستعارية في الشعر العربي الحديث" و "زنجبار: شخصيات وأحداث"، ولم يقلل ذلك من قيمة الكتابين أو إعجاب الضيفين بهما، بل أضفى توازنًا وموضوعية كنتُ أتمنى أن تشمل كل الحلقات.
ختامًا لا بد من توجيه الشكر والتحية إلى (سليمان المعمري) على هذا البرنامج الفريد الرائع، متمنيًا له النجاح في الاستمرار فيه لسنواتٍ قادمة، لا لأشهر فقط. ولعلّي لا أبالغ إن قلتُ بأن البرنامج على بساطته واحدٌ من أفضل البرامج القرائية الموجودة على الساحة. ونقدّم هنا أربعة اقتراحات قد يجد القائمون على البرنامج فائدةً في تنفيذها بغية التطوير:
1- إنّ أهمّ أهداف البرنامج هو حثّ المستمع على قراءة الكتاب، إلا أنّ المستمع قد لا يعرف أين يجده، خاصة مع تواضع مستوى المكتبات العامة والشرائية في السلطنة. أعتقد أنه من المفيد أن يذكر الضيف أو مقدّم البرنامج المكتبات التي يُمكن الحصول على الكتاب منها (وأرجو أن تتغاضى هيئة الإذاعة والتلفزيون عن اعتبار ذلك دعاية للمكتبة). هذا وهناك فكرةٌ أخرى يمكن اقتباسها من جريدة " لندن لاستعراض الكتبLondon Review of Books" والتي فتحت مكتبة شرائية تبيع الكتب التي يتم استعراضها في الجريدة، حيث يُمكن وضع الكتب التي تُستعرض في هذا البرنامج أو بعضها لدى جهةٍ ثقافيةٍ ما، كالنادي الثقافي مثلا.
2- من الأهداف التي يجدر التفكير بها تعريف المستمعين بالكتب العمانية، وقد استعرض البرنامج حتى الآن حوالي 18 كتابًا عمانيًا أو عن عُمان. ماذا لو تم تخصيص يومٍ محدد في الأسبوع للكتب العمانية، بحيث يعرف المستمعون أنهم كل خميس (مثلا) على موعدٍ مع كتابٍ عماني؟ بالطبع سيعتمد الأمر على توفّر ضيوفٍ يتحدثون عن كتبٍ عمانية أعجبتهم!
3- لهذا البرنامج وغيره أيضًا قيمة ثقافية حقيقية، وأتصوّر أنّ على هيئة الإذاعة والتلفزيون التفكير جديًا في إنتاج هذه البرامج في أقراصٍ مدمجة لبيعها أو توزيعها.
4- يغيب عن البرنامج حاليًا عامل التفاعل مع الجمهور، وربما يُمكن تجاوز ذلك بتخصيص مساحةٍ على الإنترنت (كالفيس بوك، أو مدوّنة مثلا) يستطيع الجمهور من خلالها التعليق على الحلقات وإبداء الآراء في الكتب التي تعرفوا عليها من خلال البرنامج، أو حتى اقتراح كتبٍ ذات علاقة.
مقترحات جميلة تحتاج لجهد كبير لتنفيذها على ارض الواقع، اتمنى اشراك أو السماح للراغبين بتنفيذ الفكرة ولو بشكل تجاري.
ردحذف