(نُشرت هذه الورقة في كتاب "وفاء الكلمة" الذي تم تدشينه في معرض مسقط الدولي للكتاب عام 2010 بمناسبة مرور 40 عاما على النهضة العمانية الحديثة)
مقدمة
تحكي الأسطورة أنّ البشر كانوا يتحدثون لغةً واحدة، وأنهم سكنوا أرضًا تُسمى (شنعار)، فأرادوا أنْ يعبّروا عن وحدتهم هذه ببناء مدينةٍ و برجٍ شاهقٍ رأسهُ في السماء، فشاء الربّ لحكمةٍ أرادَها أن يشتتهم ويبلبل ألسنتهم، فدمّر البرجَ عليهم وبدّدهم، فتوقفوا عن البناء وتفرقوا في الأرض كما تفرقت لغاتُهم. وسُمِّيَ البرجُ "برجَ بابل" لأنّ بتدميره تبلبلت ألسنةُ البشر. ولكي يستطيع البشرُ أنْ يتفاهموا ويقيموا بينهم شتى أنواع العلاقات الإنسانية كان لا بد لهم من وسطاء يسهّلون التواصل بينهم، وكان هؤلاء الوسطاء هم المترجمون. وهكذا فكما أنّ برج بابل رمزٌ لانهيار الوحدة اللغوية، فهو في الوقت نفسه رمزٌ لنشوء وظيفة الترجمة في المجتمع.
ونحن إذ نسوق هذه القصة لا ندعو إلى تصديقها بالطبع، وإنما هي أسطورة نستشهد بها لنمثّل على السياق الذي تظهر فيه الترجمة وتنمو داخله. وعندما ننظر إلى القصة هذه بعينٍ فاحصة فإننا نُدرك بأن الترجمة فعلٌ اجتماعي لا ينحصر في العملياتِ اللغوية، بل هو ضرورة تفرضها التعددية الإنسانية بلغاتها وثقافاتها وحاجتها إلى التواصل والتعارف والتبادل بكافة أشكاله. ولا يخفى على أحدٍ ما للترجمة من أهميةٍ حضارية، فعن طريقها تستوردُ الحضارةُ ما تحتاجُ إليه من علوم ومعارف وآداب وفنون، وبها تصدّر نفسها وهويتها ومعارفها، وبها ترى نفسها بعيون الآخرين، وبها يتحقق التواصل الإنساني بمختلف مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعرفية، إلى غير ذلك من الأدوار التي تؤديها الترجمة. ومعروفٌ ما كان للترجمة من مكانةٍ في الحضارة الإسلامية التي احتاجت في بداياتها إلى استيراد التراكم المعرفي اليوناني والاستفادة منه في مسيرتها نحو الإنتاج والتفوق الحضاري، والدورُ الحيوي الذي قامت به الترجمة لتأسيس النهضة الغربية الحديثة إثر نقل ما أنتجته الحضارة الإسلامية. وهكذا يصحّ القولُ بأن نهضة الأمم وتقدّمها ينعكسان على ما توليه أمةٌ ما للترجمة من اهتمام ورعاية.
ولمّا كانت للترجمة مثل هذه الأهمية في الصحوات الحضارية، فإننا إذ نحتفل في هذا الكتابِ بمرور 40 عامًا على النهضة العمانية المباركة، يتعيّن علينا النظر في وضع الترجمة في عُمان وتتبع مسيرتها وتطورها. وحتى نقف على هذا الأمر من جميع جوانبه سنعرض نبذة تاريخية قصيرة تمهيدًا لحديثنا عن الترجمة في عصر النهضة، والذي سيتطلب منا أن نقسّمه إلى ما يمكن أن نسميه "مشاهد" يتركز كل منها في بُعدٍ محدد من أبعاد نشاط الترجمة في عُمان. وتجدرُ بنا الإشارة هنا إلى أن هذه المهمة تشوبها بعض المصاعب نظرًا لغياب الدراسات والإحصائيات، خاصة فيما يتعلق بالفترات التاريخية القديمة. وهكذا فإن ما سيتم عرضه في الفقرات اللاحقة أقرب إلى أن يكون قراءة في الواقع المُعاش منه إلى التوثيق المستند إلى إحصائيات وبيانات منشورة.
الترجمة في عمان عبر التاريخ
على الرغم مما أشرنا إليه في المقدمة من ندرة الوثائق التاريخية وشبه غياب الدراسات التي تشير إلى دور الترجمة في عمان في العصور القديمة، إلا أن بحوزتنا عددًا من المعطيات التاريخية التي تمكننا من طرح بعض الفرضيات حول وجود الترجمة وممارستها في عُمان قديمًا. ونسوق للقارئ الكريم هنا هذه الاستنتاجات التي خلصُ إليها الباحث الدكتور عبدالله الحراصي في دراسةٍ هي الوحيدة في هذا الموضوع على حدّ علمنا.(1)
ذكرنا في المقدمة أنّ الترجمة تنشأ في نقاط التلاقي بين المجموعات البشرية بتعدد لغاتها وثقافاتها وحضاراتها، ولا شكّ في أنّ الدول لا يمكنها بحالٍ من الأحوال أن تعيش بمفردها منعزلة انعزالا تامًا عن الدول الأخرى في العالم، خاصة المحيطة بها. ولو نظرنا إلى موقع عُمان الجغرافي سنجده مطلا على عددٍ من الحضارات الأخرى؛ فمن ناحية الشمال توجد الدولة الفارسية، ومن ناحية الشرق خلف المحيط الهندي توجد الهند والصين، ومن ناحية الجنوب توجد إفريقيا، إضافة إلى قرب تأثير الحضارتين المصرية والرومانية. ومعلومٌ تاريخيًا أنّ عُمان اتصلت بهذه الحضارات سياسيًا واقتصاديًا، وهكذا فمن المنطقي أن نستنتج من هذا الموقع الجغرافي أنّ العمانيين قد مارسوا الترجمة أيا كان شكلها للقيام بهذا التواصل.
وإن حاولنا تتبع تاريخ عُمان القديم سنجد أنّ العمانيين الأوائل عندما نزحوا إلى أرض عمان بعد انهيار سد مأرب عقدوا نوعًا من المعاهدات مع الفرس الذين كانوا يسكنون هذه الأرض، وأنّ دولة اليعاربة قد عقدت اتفاقيات مع دولٍ أخرى أيضًا، مما لا يدع مجالا للشك بأن شكلا من أشكال الترجمة لا بدّ أن يكون قد أتاح هذا الاتصال. ومن الثابت تاريخيًا أيضًا اتجار العمانيين في شبه القارة الهندية، مما يحتّم ممارسة الترجمة لإنجاز المعاملات التجارية وللتواصل بين التجار العمانيين ونظرائهم من الهنود وغيرهم.
أما في فترة حكم آل بوسعيد، وخاصة في عهد السيد سعيد بن سلطان في النصف الأول من القرن التاسع عشر فتوجد وثائق تاريخية تشير إلى وجود الترجمة لإعداد المراسلات بين الدولة العمانية والدول الأخرى. وتشير المصادر التاريخية إلى أن السيد سعيد ابتعث عددًا من العمانيين إلى الهند لدراسة اللغة الإنجليزية كي يصبحوا مترجمين لديه يعملون على إنجاز المراسلات وترجمة الوثائق. هذا ويبدو أن توظيف المترجمين في بلاط السلطان لم يتوقف، حيث تشير المصادر إلى مترجمين آخرين في عهد السيد تركي بن سعيد بن سلطان.
كانت هذه استنتاجات ومعلومات سردها الدكتور عبدالله الحراصي في دراسته الوحيدة، إلا أنه ما تزال هناك حاجة ملحة للقيام بدراسات حول ممارسة الترجمة في تاريخ عمان، خاصة فيما يتعلق بفترات نفوذ الدولة العمانية في شرق إفريقيا وجوادر ومكران وساحل فارس.
الترجمة في عُمان في عصر النهضة
إن الترجمة لا تنمو أو تزدهر إلا في ظل الانفتاح والتواصل مع الآخر، أما في حالات الجنوحِ إلى الانعزال فإن المجتمع ينكفئ على نفسه ولا يحتاج إلى وساطة بينه وبين مجتمعات أخرى. إذن فما من شكّ في أن النهضة العمانية التي أقامها في عام 1970 حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه قد شهدت نشاطًا ترجميًا فرضه الواقع الجديد المنفتح على الآخر والراغب في اللحاق بركبه. وعندما ننظر في تطوّر هذا النشاط في عُمان الحديثة نجد أنه من الضروري تقسيمه إلى فترتين: (1) من 1970 إلى 2002، و (2) ما بعد 2002 حتى الآن، وذلك لوجود طفرة نوعية تحتّم علينا هذا التقسيم.
1970-2002
اتسم الإنتاج الترجميّ العماني في هذه الفترة بالمبادرات الفردية والجهود الحكومية المتفرقة؛ حيث قامت المؤسسات الحكومية المختلفة بإنجاز ترجمات في مجالاتها التخصصية، وسادت الترجمات التي تُعنى بكل ما يتعلق بعمان من تاريخ وجغرافيا وزراعة وآثار وموسيقى ومعادن وما إلى ذلك. ولعلّ أوفر هذه الجهود من نصيب وزارة التراث والثقافة، حيث نشرت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي العديد من الترجمات المتعلقة بتاريخ عمان وتراثها مما كتبه الباحثون والرحّالة والمؤرخون الغربيون. ولا بد هنا من الإشارة إلى المترجم العماني (محمد أمين عبدالله) وهو أحد أهم المترجمين العمانيين، حيث ترجم العديد من الكتب التي نشرتها وزارة التراث والثقافة.
وإلى جانب هذه الترجمات التي كانت تصدرها الوزارات والمؤسسات الحكومية كانت هناك مبادرات فردية لترجمة كتبٍ كانت جميعها على حدّ علمنا تتعلق بعمان من قريب أو بعيد(2)، باستثناء كتابٍ واحدٍ في الدراسات السينمائية(3). وبالإضافة إلى ترجمة الكتب كانت هناك ترجمات أدبية وثقافية قليلة تنشرها الصحف والمجلات العمانية من وقتٍ لآخر.
ما بعد 2002
ظلت المؤسسات الحكومية ودور النشر الخاصة تصدر الكتب المترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية وبالعكس، وظلّ التركيز منصبًا على ترجمة ما يتصل بعمان فقط، ولم يُترجم من الكتب الأخرى-على حد علمنا- إلا خمسة كتب أدبية وكتاب واحد في الإعلام(4). ولقد حقق نشاط الترجمة في هذه الفترة حضورًا أكبر في شتى الميادين إثر تحوّله إلى الفعل المؤسسي المتخصص، وفي الحقيقة فإن الترجمة في عُمان لم تكتسب طابعًا مؤسسيًا مكثفًا إلا مع ظهور "مجموعة الترجمة" في جامعة السلطان قابوس عام 2002، وبها ومنها أصبح للترجمة في عُمان بعدٌ جديدٌ آخر. ورغم أنّ هذه المجموعة طلابية محدودة الموارد إلا أن تأثيرها في الساحة الثقافية العمانية يستحقّ منا أن نتتبعه منذ البداية.
المشهد المؤسساتي
1- مجموعة الترجمة
كانت فكرة إنشاء مجموعةٍ طلابية تتخصص في الترجمة مبادرةً من أحد الطلاب في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، قام بعرضها على أحد أعضاء هيئة التدريس في القسم حيث شجّعها وساهم في تنفيذها ليصبح مشرفًا على المجموعة فور تأسيسها(5). وفي الرابع عشر من سبتمبر 2002 تم عقد الاجتماع التأسيسي للمجموعة والذي عُرضت فيه أهدافها وخطتها المقترحة، واختير فيه الأشخاص الذين سيديرونها.
ولقد وضعت المجموعة لنفسها أهدافًا رئيسة تحاول تحقيقها من خلال أنشطةٍ وفعاليات متنوعة. أحد تلك الأهداف كان الاهتمام بممارسة الترجمة وتطوير مهارات الطلاب فيها. لذا قامت المجموعة بعقد دورات تدريبية مسائية في الترجمة العامة والترجمة الأدبية يعدّها أعضاء المجموعة بمساعدة أساتذة في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، وما زالت هذه الدورات مستمرة حتى الآن وتشهد إقبالا كبيرًا من طلاب الجامعة وبعض موظفيها. هذا ودأبت المجموعة على تقديم محاضراتٍ يتحدث فيها المُحاضرون عن تجاربهم في الترجمة وأهم المشكلات والآليات والحلول التي يمكن استخلاصها من تلك التجارب. ومن أهمّ إسهامات المجموعة داخل الجامعة أيضًا القيام بترجمة نصوصٍ لمكتب التوجيه الوظيفي بالجامعة، حيث أنجز بعض أعضاء المجموعة ترجمة لكتابَي "التخطيط المهني الناجح"، و "دليل المقابلة المبسّط".
هذا وتقيم المجموعة سنويًا فعالية "أسبوع الترجمة" الذي يتضمن ندوة علمية ومحاضرات ومسابقات ومعرضًا وعرض أفلام من ترجمة أعضاء المجموعة، إلى جانب أنشطة أخرى. كما أطلقت المجموعة عام 2005 "منتديات مجموعة الترجمة" على شبكة الإنترنت، وهو منتدى أكاديمي متخصص في الترجمة ويجتذب أعضاء من مختلف الدول العربية. جديرٌ بالذكر أيضًا أن المجموعة دأبت على إنجاز مشاريع في الترجمة تهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير مهارات الأعضاء وتشجيعهم على ممارسة الترجمة، مثل "مشروع الأدب الصيني" و "مشروع الأدب الهندي" و "مشروع الأدب الإفريقي" و "مشروع أدب الطفل" و "مشروع أدب الخيال العلمي" و "مشروع الأدب الشعبي العماني".
أما الهدف الرئيس الثاني والذي أدّى إلى انتشار المجموعة خارج الجامعة فكان إبراز دور الترجمة بوصفها عنصرًا فاعلا في الثقافة، وذلك من خلال نشر الترجمة الثقافية (انظر قسم المشهد الثقافي أدناه).
2- المجموعات الطلابية الأخرى
وعلى غرار "مجموعة الترجمة" بجامعة السلطان قابوس ظهرت مجموعات مماثلة في المؤسسات التعليمية الأخرى، فظهرت "مجموعة الترجمة" في كلية العلوم التطبيقية بصحار، و "مجموعة الترجمة" في جامعة نزوى. وتقوم هذه المجموعات بعقد محاضرات وورشات عمل وفعاليات متنوعة في الترجمة رغبة في تحفيز الطلاب وصقل مواهبهم. وكان آخر هذه الفعاليات "أسبوع الترجمة" الأول في جامعة نزوى حيث أقيم عددٌ من المحاضرات وورشات العمل، إضافة إلى عرض فيلم أجنبي من ترجمة المجموعة، وإقامة معرض للترجمات التي أنجزها طلاب الترجمة في الجامعة.
3- أسرة الترجمة
في بدايات عام 2008، ارتأى "النادي الثقافي" في مسقط ضرورة تشجيع الترجمة الثقافية من خلال إنشاء "أسرة" للترجمة تحتضن المترجمين وخريجي الترجمة وتمنحهم مساحة يستطيعون فيها المشاركة بإبداعاتهم والتعاون مع زملائهم في أنشطةٍ ترجمية ثقافية تخدم المجتمع. وفي شهر أبريل 2008 تم تأسيس الأسرة واختيار أعضاء إدارتها، ومناقشة الخطة المقترحة، والتي اشتملت على أنشطةٍ طموحة تتمثل في إعداد قاعدة بيانات للمترجمين في عُمان والنصوص المترجمة والنصوص المرشحة للترجمة، وإطلاق مسابقة سنوية في الترجمة، إضافة إلى أنشطة ترجمية أخرى ما بين محاضرات وندوات ومشاريع.
ورغم أن الأسرة قد أطلقت بالفعل مسابقتها السنوية في الكتب المترجمة، وأنجزت قسمًا كبيرًا من قاعدة البيانات، إلا أنها تعثرت في العام الماضي (2009) وتوقف نشاطها لأسبابٍ إدارية وتنظيمية وفقا لما صرّحت به إدارة النادي الثقافي.
المشهد الثقافي
رغم حداثة النشاط الترجمي الثقافي في عُمان إلا أن نشر الترجمة قد خطا خطوات مميزة في السنوات الأخيرة، فمن يتابع الصحف المحلية والملاحق الثقافية المختلفة يجد حضورًا جيدًا للنصوص المُترجمة، وإن كان يطغى عليها الطابع الأدبي. فملحق "شرفات" الأسبوعي في جريدة "عمان" كان وما يزال ينشر العديد من الترجمات الأدبية، وكذلك تفعل مجلة "نزوى" الفصلية، فيما تخصص جريدة "الزمن" صفحتين كل ثلاثاء لنشر الترجمات الأدبية، وتنشر مجلة "الثقافية" الفصلية التي يصدرها مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية وملحق "آفاق" الأسبوعي في جريدة "الشبيبة" و ملحق "أشرعة" الأسبوعي ترجمات أدبية وثقافية من حينٍ لآخر. ولعلّ أكثر الإسهامات الترجمية في المشهد الثقافي كانت من نصيب "مجموعة الترجمة" بجامعة السلطان قابوس والتي نشرت عددًا كبيرًا من النصوص المُترجمة ومقالات الترجمة في المنشورات المحلية، بدءًا من العدد الثاني من ملحق "شرفات" في جريدة "عمان" الذي احتضن إنتاجات المجموعة وشجّعها وأبرزها عبر نشر عددٍ من الملفات الترجمية أو النصوص المتفرقة. كما نشرت المجموعة نصوصًا في مجلة "نزوى"، وشاركت بملفٍ ترجمي في العدد الخاص من المجلة احتفاء باختيار مسقط عاصمة للثقافة العربية. هذا وقد توّجت المجموعة جهودها عام 2008 بإصدار كتابين من القصص المترجمة إلى العربية عن مؤسسة الانتشار العربي في بيروت(6).
لا شكّ في أن لهذه المنشورات جميعها فضلا في دعم نشاط الترجمة وإبراز، إلا أنّ هناك ثلاثة منشورات تخصصية تستحق وقفة وتأمل، هي ملحق "الجسر" و ملحق "Beacon" و ملحق "قراءات".
في سبتمبر 2007 أطلقت "مجموعة الترجمة" بجامعة السلطان قابوس ملحق "الجسر" الذي كان يعدّه الطلاب في المجموعة تحت إشراف أحد الأكاديميين المتخصصين في الترجمة، وكان يصدر عن جريدة "عمان" داخل ملحق "شرفات". وكان الملحق متخصصًا في الترجمة ونشرها، حيث كان ينشر الترجمات الأدبية والحوارات مع المترجمين ومقالات في الترجمة وبعض الأخبار والتغطيات. ولقد كان يهدف بالدرجة الأولى إلى تشجيع المترجمين المبتدئين واكتشاف المواهب الجديدة وتحفيزها، وكانت أغلب المشاركات من أعضاء مجموعة الترجمة، إضافة إلى بعض المشاركات من أكاديميين ومترجمين. واستمرّ صدور الملحق من سبتمبر 2007 حتى نوفمبر 2008، ثم توقف.
وفي يوليو 2009 عاد ملحق "الجسر" مرة أخرى ولكن بأهدافٍ جديدة وتركيز مختلف ومكانٍ آخر، حيث أصبح يصدر في جريدة "الشبيبة" بالاشتراك بين "أسرة الترجمة" في النادي الثقافي و"مجموعة الترجمة" بجامعة السلطان قابوس، ولا يتوجه بشكلٍ أساسي إلى الطلاب والمبتدئين، وإنما إلى الأكاديميين والمترجمين المتحققين إن صح التعبير، ويركّز على نشر الترجمات في المجالات العلمية والتقانية أكثر من الأدبية. جديرٌ بالذكر أن النصوص الأصلية التي تُترجم في "الجسر" تتسم بكونها نصوصًا جديدة من أشهر الصحف والمجلات العالمية، لتضع بين يدي القارئ العماني أحدث المقالات والأخبار والقضايا المستجدة في العلوم والتقانة والفكر.
أما ملحق "Beacon" الذي بدأ في نوفمبر 2008، فهو ملحق يصدر باللغة الإنجليزية متخصص في ترجمة الأدب العماني إلى الإنجليزية، تصدره الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في جريدة "Times of Oman" شهريًا. ويتميز هذا الملحق بأنه مبادرة فريدة من نوعها تهدف إلى تعريف القارئ الأجنبي في عُمان بالإبداع الأدبي العماني، في ظل غياب الترجمات عن هذا الأدب، كما يهدف الملحق أيضًا إلى تدريب المترجمين العمانيين على خوض الترجمة إلى اللغة الأخرى. وهكذا فقد استطاع القائمون على الملحق في كل شهر تقديم كاتب أو أديب عماني جديد إلى القرّاء الأجانب، إضافة إلى تقديم مترجمٍ عماني جديد إلى الإنجليزية. ورغم محدودية المتلقين الأجانب-حيث إن الملحق يُطبع ويُنشر في عُمان فقط- إلا أنه يصلح كبذرة جيدة لمشاريع ترجمية مستقبلية إلى اللغة الإنجليزية، كما أنه يشكّل مادة مفيدة لتدريب طلاب الترجمة في الجامعات.
وأما ملحق "قراءات" الصادر أسبوعيًا عن جريدة "عمان" فهو ملحق ثقافي صغير مقارنة بالملحقين السابقين، ينشر ترجمات لنصوصٍ أدبية وحوارات وأخبار وفصولٍ من كتب أجنبية. ويتميز هذا الملحق بمتابعته للتطورات الأدبية والثقافية وتقديم النصوص الجديدة المتميزة في عالم الأدب.
مشهد المسابقات الإبداعية
غنيّ عن القول أن الجوائز والمسابقات تؤدي دورًا هامًا في تحفيز الطاقات، واكتشاف المواهب، وتقدير الإنجازات، وهذا ما تمخضت عنه المسابقات الإبداعية في عُمان في مجالات كثيرة كالشعر والقصة القصيرة والفنون التشكيلية والبحوث العلمية. بيد أن الترجمة ظلت غائبة تمامًا عن هذه المسابقات حتى عهدٍ قريب، ليس بالضرورة لأن الجهات المعنية بهذه المسابقات لم تعتبر الترجمة ضربًا من الإبداع، ولكن ربما لأن الترجمة لم تكن فاعلة في المشهد الثقافي العماني بدرجةٍ تؤهلها للدخول في هذه المسابقات. ولكن بعد النشاط الترجمي الذي شهدته السلطنة في السنين القليلة الماضية بدأت الترجمة في أخذ مكانها بين المجالات الإبداعية الأخرى.
وكانت أول مسابقة تُطرح في الترجمة عام 2005 ضمن جائزة جامعة السلطان قابوس للإبداع الطلابي في مجال الترجمة الأدبية، كما أدرج المنتدى الأدبي عام 2008 مجال الترجمة الأدبية في مسابقته السنوية. أما المسابقة الأكبر فكانت جائزة النادي الثقافي في الترجمة (بإشراف أسرة الترجمة) والتي هدفت إلى تشجيع ترجمة الكتب في السلطنة من اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية إلى العربية. ولقد اتصفت هذه الجائزة بأربع سمات رئيسية ميزتها عن باقي المسابقات الترجمية: (1) عدم اقتصارها على الترجمة الأدبية، فهناك جائزتان إحداهما للنصوص الأدبية والثانية للنصوص الأخرى، (2) و عدم اقتصارها على اللغة الإنجليزية، (3) و خروجها من دائرة النصوص القصيرة إلى الكتب الكاملة، (4) و تشجيع الإنتاج الجديد، حيث يُشترط في الكتاب المترشح أن لا يكون قد طُبع سابقًا، وأن لا يكون مُترجمًا من قبل.
هذا من ناحية المسابقات الرسمية على المستوى الوطني، ولكن كانت هناك أيضًا مسابقات غير رسمية أو داخلية تستهدف طلاب الترجمة والمبتدئين فيها رغبة في تشجيعهم على ممارسة الترجمة واكتشاف مواهبهم فيها. وأول هذه المسابقات كانت "المسابقة الترجمية الشهرية" في "منتديات مجموعة الترجمة" على شبكة الإنترنت، حيث تقوم لجنة المسابقة باختيار ثلاثة نصوصٍ شهريًا ليترجمها المتسابقون، ومن ثم تُشكل لجنة من خمسة أعضاءٍ من المترجمين الخريجين لتقييم الترجمات. جديرٌ بالذكر أن المشاركة لم تكن مقصورة على أعضاء مجموعة الترجمة أو طلاب جامعة السلطان قابوس أو حتى المقيمين في السلطنة، بل كانت هناك مشاركات خارجية من المملكة العربية السعودية ومصر والجزائر. وكانت الجوائز عبارة عن مجموعةٍ من الكتب الثقافية المتنوعة تقدم لكل فائز. استمرت المسابقة من يناير 2007 وحتى فبراير 2008 ثم توقفت. أما المسابقة الثانية فتمت في كلية العلوم التطبيقية بصحار عام 2008 لدورةٍ واحدة، وقد تمت بالطريقة نفسها ولكن في حدود الكلية فقط. هذا وقد بدأ العمل على إنشاء مسابقة مماثلة في منتدى الترجمة بـ"شبكة عاشق عمان".
المشهد التعليمي/التأهيلي
لقد شهدت العقود الأخيرة الماضية تزايدًا كبيرًا في البرامج الأكاديمية لتدريب المترجمين في كل مكان في العالم، وبعد أن كان المترجمون يتلقون التدريب في كليات مهنية تمنح شهادات الدبلوم كحد أقصى، أصبح المترجمون يتدربون في الجامعات وفق مناهج موضوعة على أسس ونظريات علمية، ويحصلون على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة في الترجمة.
وفي عُمان تأخر وصول هذه البرامج، ربما لعدم إلحاح الحاجة إليها حتى عهدٍ قريب. فمنذ عام 1975 وحتى 2003 لم تكن في عُمان سوى مؤسسة واحدة تُعنى بتدريب المترجمين، وهي معهد "بوليغلوت" –الذي بدأ في تدريس الترجمة عام 1998 و ما يزال يقدّم دورات تدريبية في الترجمة- بالإضافة إلى أقسام اللغة الإنجليزية في الجامعات والكليات، والتي كانت تدرّس بعض مقررات الترجمة. ولكن الوضع قد تغيّر الآن، ففي خلال 4 سنوات فقط شهدت عمان طفرة تمثلت في ظهور 7 برامج ترجمة جامعية واحد منها على مستوى الماجستير: (1) بكالوريوس الترجمة بين العربية والإنجليزية في جامعة السلطان قابوس، (2) ماجستير الترجمة بين العربية والإنجليزية في جامعة السلطان قابوس، (3) بكالوريوس الترجمة بين العربية والإنجليزية في جامعة صحار، (4) بكالوريوس الترجمة بين العربية والإنجليزية في جامعة ظفار، (5) بكالوريوس الترجمة بين العربية والإنجليزية في جامعة نزوى، (6) بكالوريوس الترجمة بين العربية والفرنسية في جامعة نزوى، (7) بكالوريوس الترجمة بين العربية والألمانية في جامعة نزوى.
المشهد الأكاديمي والبحثي
عندما نتحدث عن الوضع الأكاديمي العماني في الترجمة فإننا نقصد به ثلاثة أمور: المؤسسات الأكاديمية المعنية بالترجمة، و الأساتذة الأكاديميين، و البحث في مجال الترجمة.
أما على مستوى المؤسسات، فلا توجد إلى الآن كلية أو معهد عال أو حتى قسمٌ خاص بالترجمة وحدها، وإنما برامجٌ دراسية تمنحها أقسام اللغات. ولا يعدّ ذلك أمرًا سلبيًا بالضرورة؛ فإنشاء مثل هذه المؤسسات والأقسام إنما يتم في حالة الحاجة إليها، والأعداد الملتحقة ببرامج الترجمة حتى الآن قليلة وقد لا تدلّ على حاجةٍ ملحة تستدعي إنشاء مؤسسات أو أقسام خاصة. ونحن إذ نعترف بذلك لا نعني استبعاد التفكير في الأمر أو التخطيط له، ولا نثبت عدم حاجة سوق العمل لمخرجات أكثر، وإنما ندعو إلى دراسات ميدانية تبحث في احتياجات السوق (المحلية والإقليمية) وتدرسُ إمكانية إنشاء معهد أو كلية تلبي هذه الاحتياجات.
أما عند النظر في أعضاء هيئة التدريس في برامج الترجمة الجامعية في عُمان، فإننا نلاحظ نُدرة الأساتذة العمانيين، واعتماد هذه البرامج على الأساتذة العرب والأجانب من ذوي الخبرة العملية والنظرية. ولكن هذا الوضع قد يتغير مستقبلا، إذ نجد أن عدد العمانيين الذين يقبلون على الدراسات العليا في مجال الترجمة بدأ يزداد، وربما ينتهي بهم المطاف مستقبلا في تدريس الترجمة في مؤسسات التعليم العالي.
وأما عن البحث العلمي في مجال الترجمة فهو مرتبط بطبيعة الحال بما ذكرناه في الفقرة السابقة، حيث أن الدراسات العمانية في الترجمة ما تزال قليلة جدًا. هذا فيما يتعلق بالبحوث المنشورة، أما ما يخص الندوات والمؤتمرات فنلاحظ اهتمامًا متزايدًا بالترجمة في السلطنة، وأبرز ما يتم في هذا الصدد "الندوة السنوية لمجموعة الترجمة" والتي تقيمها "مجموعة الترجمة" بجامعة السلطان قابوس ضمن فعاليات "أسبوع الترجمة" ويشارك فيها العديد من الباحثين في السلطنة، إضافة إلى دعوة متحدثين من خارج السلطنة. ونظرًا لكون هذه الندوة هي الوحيدة المتخصصة في الترجمة، فإنها تلقى إقبالا كبيرًا وتنافسًا على المشاركة، بغض النظر عن كون الجهة المنظمة مجموعة طلابية. وبالإضافة إلى هذه الندوة، فقد تم إدراج محور الترجمة في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية، كالمؤتمر الدولي لقسم اللغة الإنجليزية في جامعة السلطان قابوس عام 2007 وعام 2010، وندوة "حوار الحضارات والثقافات" التي انعقدت في نزوى عام 2006. أما الإنجاز الأكبر في هذا المجال فقد تمثل في استضافة السلطنة في ديسمبر 2009 للمؤتمر العربي الثالث للترجمة الذي تنظمه "المنظمة العربية للترجمة".
المشهد القانوني
كانت مزاولة مهنة الترجمة في عُمان غير مقيدة بأية شروط، وكان يحق لأي مواطن الحصول على ترخيص بتقديم خدمات الترجمة. وفي ظلّ ذلك دخل في هذه المهنة أفرادٌ ليسوا فقط غير متخصصين في الترجمة، بل غير أكفاء في أدائها، مما نتج عنه قلة الجودة في إنجاز الترجمات في العديد من هذه المكاتب.
ولحلّ هذه الإشكالية صدر المرسوم السلطاني رقم 18/2003 المتعلق بإصدار قانون لتنظيم مكاتب الترجمة القانونية (صفة القانونية هنا تعود على المكاتب)، وفق شروطٍ وأحكام تهدف إلى ضبط الجودة في مزاولة المهنة والحفاظ على أخلاقياتها. ومن أهم الشروط التي وردت في القانون أن لا تقل خبرة المترجم عن خمس سنوات في مجال الترجمة (يُستثنى من ذلك خريجو برامج الترجمة)، وأن يكتب المترجم اسمه ويوقّع على كل مستندٍ تمت ترجمته، وأن يؤدي الترجمة بأمانة ودقة دون تغيير مضمون المحتوى، وألا يفشي أية أسرار اطلع عليها أثناء مزاولة عمله. وفي ظل سياسة التعمين التي تتخذها السلطنة اشترط هذا القانون أن يكون صاحب المكتب عمانيّ الجنسية، أو أن يكون له شريك عماني. هذا وقد جاء القانون بعقوبات تصل إلى الحبس لمدة لا تزيد عن 3 سنوات والغرامة بمقدار لا يزيد عن 2000 ريال لمن يخالف أحكام هذا القانون، ومنها إذا "أهمل [المترجم] إهمالا جسيما في أعمال الترجمة التي عهد إليه بها أو تعمد من خلال الترجمة تغيير الحقيقة في المحرر إذا كان من شأن ذلك إلحاق ضرر بالمصلحة العامة أو بالغير...".
كلمة أخيرة
استعرضنا في الفقرات السابقة أهم الملامح الرئيسة لنشاط الترجمة في عُمان وتطورها في عصر النهضة العمانية الحديثة، ورأينا كيف أن هذه السيرة تحمل عددًا من المنجزات، في مقابل بعض الجوانب التي ما زالت تحتاج إلى تطوير.
فمن ناحية رأينا كيف أن فعل الترجمة قد تحوّل من الحالة الفردية أو الجهد المتفرق إلى العمل المؤسسي، وإن كان على مستويات بسيطة محدودة الموارد والقدرات، مما أكسبها (أي الترجمة) بروزًا وحضورًا أكبر في المجتمع العماني، كما يدلنا على ذلك ازدياد الترجمات المنشورة، والفعاليات الترجمية، ودخول الترجمة في المسابقات الإبداعية الوطنية، وإطلاق الملاحق والمنتديات الإلكترونية الترجمية المتخصصة، وذلك نادر على المستوى العربي. هذا ويتضح ازدياد الوعي الحكومي والمجتمعي بأهمية الترجمة، واستعداد المؤسسات المختلفة (من حيث المبدأ على الأقل) لدعم الترجمة ورعايتها.
ومن الناحية الأخرى يبدو لنا من معطيات الواقع أنّ هناك نقصًا في المشاركات الفردية التي يتطور بها العمل المؤسسي، وهذا ما يشير إليه توقف "أسرة الترجمة" وتعثر محاولات تأسيس جمعية وطنية للترجمة، وقلة المشاركات في المسابقات الترجمية بالمقارنة مع أعداد المترجمين العمانيين. كما لاحظنا تركيز الأفراد والمؤسسات في عُمان على ترجمة الكتب المتعلقة بعُمان، وندرة الاشتغال على إنجاز ترجمات علمية أو أدبية أو فكرية أخرى. ونحنُ إذ نتفهم هذا التركيز المتماشي مع توجه الباحثين العمانيين عمومًا إلى استقصاء كل ما يتعلق بهويتهم وتاريخهم تراثهم، إلا أننا في الوقت نفسه نرى أنه قد حان الوقتُ لموازنة النشاط الترجميّ وتوجيه جهوده إلى الإنتاج الإنساني المشترك. كما لا يفوتنا في نهاية هذا المقال أن نشير إلى أنّ المترجمين والاقتصاديين في عُمان لم يستفيدوا بعد من التطور الاقتصادي والسياحي والانفتاح في عُمان والخليج لتطبيق ما يُسمى بـ "صناعة الترجمة translation industry" من خلال إنشاء الشركات الكبيرة التي تتخصص في تقديم مختلف الخدمات اللغوية والترجمية (الشفوية والتحريرية والمرئية وغيرها) للسوق المحلية والإقليمية والعالمية، وهي صناعة مربحة ومفيدة للبلد وللمترجمين أيضًا.
الإحالات
1- عبدالله الحراصي، 2009، "الترجمة في عمان: من التواصل الحضاري نحو الصناعة"، ورقة أُلقيت في المؤتمر العربي الثالث للترجمة "صناعة الترجمة من المؤلف إلى المتلقي"، 12-13 ديسمبر 2009، مسقط-سلطنة عمان.
2- وفقًا لما تم إنجازه حتى الآن في قاعدة بيانات النصوص المترجمة في عُمان التي تعدّها أسرة الترجمة بالنادي الثقافي.
3- كتاب "ملاحظات في السينماتوغرافيا"، روبرت بريسون (1998)، ترجمة عبدالله حبيب، منشورات وزارة الثقافة السورية- دمشق.
4- كتاب "إعلام جديد..سياسة جديدة"، جون ألترمان (2003)، ترجمة عبدالله الكندي، دار الكتاب الجامعي-فلسطين. أما الكتب الأدبية فهي: "بين حنايا أضلعي"، نصرى العدوي (2004)، ترجمة مجموعة الترجمة بجامعة السلطان قابوس، المجموعة العمانية للسرطان-مسقط، و "مزرعة الحيوان"، جورج أورويل (2006)، ترجمة محمد عيد العريمي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر-بيروت، و "نافذة على القصة القصيرة الفارسية الحديثة" (2008)، ترجمة د. إحسان صادق اللواتي، مجلس النشر العلمي بجامعة السلطان قابوس، و "لعبة اليانصيب: قصص من الأدب الأمريكي" (2008)، ترجمة مجموعة الترجمة العمانية، مؤسسة الانتشار العربي-بيروت، و "الساذجة: قصص من الأدب العالمي" (2008)، ترجمة مجموعة الترجمة العمانية، مؤسسة الانتشار العربي-بيروت.
5- أما الطالب (آنذاك) فهو كاتب هذه السطور، وأما المشرف فهو الدكتورعبدالله الحراصي.
6- انظر الإحالة رقم 4 أعلاه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق